top of page

أجندة رياضية

مع بدء الاستعدادات لاستقبال كأس العالم فيفا 2022 على الملاعب الحديثة في قطر وشاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم، نلقي الضوء هنا على حقبة جديدة من النمو الذي تشهده السياحة الرياضية في منطقة الشرق الأوسط


ستدخل قطر التاريخ في 20 نوفمبر 2022 كأول دولة في الشرق الأوسط تستضيف أرقى بطولة كرة قدم في العالم. ومن المتوقع أن يتدفق مئات الآلاف من مشجعي كرة القدم إلى البلاد لمشاهدة لاعبيهم المفضلين وهم يتنافسون للفوز ببطولة كأس العالم فيفا المرموقة. وخلال الحدث، ستتجه الأنظار إلى قطر التي تأمل أن يساهم هذا الحدث الرياضي الضخم في تعزيز مكانة الدولة والمنطقة بشكل عام في مجال السياحة الرياضية.

لطالما اكتسبت منطقة الشرق الأوسط ثقة العالم باعتبارها مضيفًا مؤهلًا للأحداث العالمية الكبرى - وهو الوضع الذي عززه النجاح الكبير الذي حققه إكسبو دبي 2020. وفي عام 2004، دخلت البحرين التاريخ كأول دولة خليجية تستضيف سباق الفورمولا 1، وبعدها أبوظبي بعد بضع سنوات، حيث استضافت في عام 2009 الدورة الأخيرة من موسم سباقات الفورمولا 1. من جهتها استضافت إمارة دبي بطولات التنس الدولية وبطولات الكريكيت وسباقات الخيول وغير ذلك الكثير. أما المملكة العربية السعودية فاستضافت سباقات الفورمولا 1 بالإضافة إلى بطولات سباق الخيل، والعديد من الأحداث الأخرى المقرر إقامتها خلال العقد المقبل.


حيث يلتقي الشرق بالغرب

بفضل موقعها الجغرافي المميز على مفترق الطرق بين الشرق والغرب، ترتبط المدن الكبرى في أنحاء المنطقة ببقية العالم عبر الطرق الجوية بسلاسة، حيث لا تبعد معظم أسواق الدول الرئيسية سوى ثماني ساعات بالطائرة عن معظم دول الشرق الأوسط.


وإلى جانب كونها حلقة وصل وحسر بين دول وقارات العالم، تتميز دول مجلس التعاون الخليجي بوجود بنية تحتية ترقى إلى المستويات العالمية، إضافة إلى الانتشار الكبير لاستخدام أحدث التقنيات في القطاعات كافة. والأهم من ذلك، توفر الفئة العمرية الشابة البارعة في استخدام التكنولوجيا والتي تتبنى التفكير الابتكاري. هذه المزايا هي أحد الأسباب الرئيسية وراء التطورات المثيرة التي يشهدها قطاع السياحة في الوقت الراهن.



حمى كرة القدم

بعد حفل افتتاح كأس العالم FIFA في الدوحة، ستنطلق المباراة الافتتاحية لهذا الموسم بمواجهة بين منتخب الدولة المضيفة ومنتخب الإكوادور. وعلى مدار أربعة أسابيع، ستتنافس 32 دولة للوصول إلى النهائي المقرر في 18 ديسمبر. وفي الوقت الذي يعد فيه الحدث فرصة لعشاق الرياضة لمشاهدة لاعبيهم المفضلين، إلا أن البطولة بالنسبة للدولة المضيفة فرصة لعرض بنيتها التحتية ذات المستوى العالمي وإثبات مكانتها السياحية.

وتمهيداً للبطولة العالمية، افتتحت قطر مجموعة من الفنادق لاستيعاب أكثر من مليون مسافر دولي من المقرر أن يصلوا إلى الدوحة خلال الحدث. كما وسعت مجموعة روتانا وجودها في الدولة من خلال افتتاح فندقين في الدوحة، هما بن الشيخ ريزيدنس من روتانا وريفيرا ريحان من روتانا في الدوحة وذلك ضمن الجهود التي يبذلها قطاع الضيافة في الدولة بشكل عام لمساعدة قطر على تحقيق هدفها الطموح المتمثل في جذب أكثر من ستة ملايين زائر دولي سنوياً بحلول عام 2030.

هناك أيضًا مجموعة كاملة من العروض الثقافية والترفيهية وعروض التسوق التي انطلقت في البلاد لمساعدة الزوار على الاستمتاع بوقتهم خلال البطولة. كما يجري العمل على تطوير المزيد من البنية التحتية، حيث تأمل قطر الاستمرار في جذب المزيد من الأحداث الرياضية رفيعة المستوى بعد انتهاء كأس العالم. ويبدو أن الخير سيعّم على المنطقة بأكملها، إذ يتوقع أن يتوجه فائض الزوار أيضًا إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان والبحرين والكويت وغيرها.

أجندة غنية بالأحداث

وفي الوقت الذي تجتاح فيه حمى كرة القدم الأجواء في كل مكان، فإن كأس العالم ليس الحدث الوحيد الذي سيشهد ظهور أفضل الرياضيين في العالم في المنطقة، إذ تستعد العاصمة أبوظبي لموسم مزدحم بالأحداث الرياضية الهامة. وهو ما كان يتوقع، خاصة بعد فوز الإمارة بلقب أفضل وجهة للسياحة الرياضية في الشرق الأوسط لمدة عامين متتاليين.

ستكون بداية الموسم في أبوظبي مع أولى مباريات دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA) على الإطلاق، والتي تم استقطابها إلى الإمارة في إطار اتفاقية بين الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية (NBA) ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. ستشهد أول مباريات الدوري في الشرق الأوسط مواجهتين هذا الموسم بين فريقي أتلانتا هوكس وميلووكي باكس وذلك على ستاد الاتحاد أرينا في جزيرة ياس.


في يناير 2023، ستخطف العاصمة الإماراتية الأضواء مرة أخرى، حيث تستضيف الدورة الافتتاحية لدوري الإمارات العربية المتحدة T20، لتنقل تشويق مباريات الكريكيت إلى الدولة، بعد انتهاء بطولة كأس آسيا للكريكيت في سبتمبر 2022.


ومن المقرر أن تقام بطولة سوق دبي الحرة للتنس في فبراير، جنباً إلى جنب مع أجندة صاخبة من الأحداث الرياضية الأخرى. ومع كل هذه الأحداث الرياضية، يبدو جلياً بأن منطقة الشرق الأوسط تشقّ طريقها للحصول على مكانة متميزة في السياحة الرياضية، والاستثمار أكثر في بنيتها التحتية والقوى العاملة لجذب المزيد من الأحداث الرياضية المماثلة، وبالتالي المساهمة في تعزيز قطاع السياحة في الدولة بشكل عام.

bottom of page