top of page

الطريق نحو الانتعاش الاقتصادي

مرحباً بكم في عام 2023، العام الجديد الذي يحمل في جعبته العديد من الإمكانيات والفرص لقطاع السفر والسياحة


- ناصر النويس، رئيس مجلس ادارة روتانا

ونحن نستهل عاماً جديداً، يسعدني أن أتقدم بأطيب التمنيات المحملة بالكثير من التفاؤل والأمل بما سيحمله عام 2023 في جعبته من أخبار سارة. ومع هذه البداية الجديدة، دعونا نتأمل العام الذي مضى لنستحضر معاً الإنجازات التي حققناها على مدى الاثني عشرة شهراً الماضية.


شهد عام 2022 نمواً قوياً في أعداد المسافرين الدوليين لأول مرة منذ تفشي الوباء، حيث ازدحمت المطارات بالمسافرين، وأضيفت وجهات جديدة لاستيعاب الزيادة في أعداد المغادرين والقادمين، بينما رحبت الوجهات حول العالم بضيوفها أجمل ترحيب وعملت الفنادق على توسيع طاقتها الاستيعابية.



التحليق مجدداً

شهدت جميع الدول في أنحاء العالم علامات حتمية على عودة الانتعاش تجلت في ارتفاع عائدات السياحة. وتشير التقارير الأخيرة والتوقعات لعام 2023، بأن منطقتنا هي الوحيدة التي تمكنت أخيراً من سد الفجوة التي خلقتها الأرقام المتأثرة بالوباء. لم يكن الأمر مفاجئاً، فبعد النجاح الكبير الذي حققه إكسبو 2020 دبي، استضافت المنطقة سلسلة من الفعاليات العالمية الكبيرة بما في ذلك بطولة كأس العالم الأولى التي تقام في منطقة الشرق الأوسط.


ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من العوامل الأخرى التي زادت من عبء التحديات، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، وارتفاع تكاليف الوقود والتضخم، واصل المسافرون تنفيذ خططهم والمضي قدماً في رحلاتهم. وهكذا، مع بداية العام الجديد، وعلى خلفية النجاحات التي تحققت في عام 2022 المنصرم، نجد أمامنا العديد من الأسباب التي تجعلنا متفائلين بما هو قادم.


العودة إلى الحياة الطبيعية

مع رفع جميع القيود في دولة الإمارات العربية المتحدة - خاصة القرار المتعلق بعدم إلزامية ارتداء الأقنعة في جميع المرافق المفتوحة والمغلقة – تدفق المزيد من المسافرين إلى الدولة للاستمتاع بأجوائنا المشمسة وشواطئنا الخلابة، لتشهد حجوزات الطيران والفنادق ارتفاعاً ملحوظاً ما يؤشر على أن الأرقام المتعلقة بالقطاع السياحي ستواصل اتجاهها صعوداً. لكن ذلك ما هو إلا مثال واحد من بين مجموعة من الأمثلة على التغييرات التي شهدتها صناعة السياحة في البلاد.

فقد شهد الربع الأخير من العام الماضي افتتاح عدد من الفنادق الجديدة، بما في ذلك فندق أريبيان بارك وفندق داماك هيلز 2 من روتانا. وقامت شركات الطيران بتوسيع شبكة وجهاتها وأسطول طائراتها لإطلاق وجهات جديدة وزيادة السعة الاستيعابية للوجهات الحالية، في الوقت الذي أطلقت فيه مبادرات لجعل السفر الجوي أكثر استدامة.


على الصعيد ذاته، تستعد دبي لإطلاق النسخة الثالثة من حملتها الناجحة "أجمل شتاء في العالم"، بينما كشفت أبوظبي عن حملتها الجديدة "اكتشف أبوظبي"- لتشجيع العالم على الاستمتاع بالتجارب الغنية في عاصمة الإمارات العربية المتحدة، بدءاً من الثقافة الغنية وحتى المغامرات المثيرة. وبذلك تقدم الإمارات العربية المتحدة نموذجاً يحتذى به في القدرة على تخطي التحديات.


حان وقت التغيير

وبالنظر إلى دول المنطقة الأخرى، سنجد بأن استراتيجيات التعافي تحقق نتائج إيجابية. ففي تركيا على سبيل المثال، شهد عام 2022 مراجعة الدولة لاستراتيجيتها السياحية لترفع العدد المستهدف من 42 مليون زائر إلى 47 مليوناً، ثم 50 مليون (ما يقرب من 51.7 مليون في عام 2019)، حيث واصل العام الماضي تسجيل انتعاش قوي.


وواكبت مصر التوجهات السياحية الجديدة من خلال افتتاح وجهة جديدة للسياحة العلاجية، والتي ستوفر أكثر من 1000 فرصة عمل، وتستقبل حوالي 29 ألف سائح سنوياً. وتهدف هذه المرافق الجديدة إلى استقطاب شريحة جديدة من المسافرين الذين يسعون لقضاء عطلة تجمع بين الترفيه والصحة العلاجية.

ومن المتوقع أن يستقبل المطار الجديد في مملكة البحرين تسعة ملايين مسافر مع نهاية عام 2023 (مقارنة بـ 6.5 مليون عام 2022)، علماً سعة المطار ارتفعت إلى 14 مليون مسافر و130 ألف حركة مرور جوية سنوياً مع افتتاح المبنى الجديد.


وفي المملكة العربية السعودية، أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مؤخراً عن خطة بقيمة 703 ملايين دولار لتطوير جزيرتي دارين وتاروت، وهو المشروع الذي يهدف إلى تعزيز السياحة في المنطقة، وتحسين مستوى المعيشة لسكان الجزيرة. سيشهد المشروع تطوير تجارب مستوحاة من الطبيعة، مع مسارات المشي لمسافات طويلة وغابات أشجار القرم، إضافة إلى إقامة المهرجانات الثقافية وافتتاح وجهات ضيافة بمفاهيم جديدة وغيرها الكثير. علاوة على ذلك، تخطط المملكة لإنشاء مطار جديد في الرياض يتوقع أن يستوعب 120 مليون مسافر بحلول عام 2030 و185 مليون مسافر بحلول عام 2050.


من الرائع رؤية هذه التغييرات تجتاح المنطقة وما حولها. لقد تمكنا من التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية بقوة، وكل ذلك بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها جميع العاملين في القطاع الذين عملوا بجد على مدار العامين الماضيين لمساعدة الصناعة ككل على التعافي. كما ندين بالشكر والامتنان لكم جميعاً لإصراركم على تعويض ما فاتكم من فرص السفر وبالتالي منحنا الفرصة لتقديم أفضل الخدمات لكم!

bottom of page