top of page

القادم أفضل

تتطلع دولة الإمارات العربية المتحدة الآن نحو العِقد القادم باستراتيجية جديدة تسعى إلى تعزيز جميع القطاعات المرتبطة بصناعة السياحة في المنطقة بعد النجاحات التي حققناها في عام 2022


- ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة روتانا

شهدت السياحة العالمية ازدهاراً كبيراً خلال العام الماضي، حيث حقق عام 2022 انتعاشاً أكبر من المتوقع في جميع أنحاء العالم، وفقاً للإحصائيات الأخيرة الصادرة عن منظمة السياحة العالمية.

فعلى الرغم من التحديات المختلفة، بما فيها الاضطرابات الجيوسياسية والمناخ الاقتصادي الحالي، سافر أكثر من 900 مليون سائح عبر العالم خلال العام المنصرم. وفي الوقت الذي سجلت معظم الوجهات العالمية ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الزوار، إلا أن الشرق الأوسط حظي بأكبر زيادة نسبية، حيث ارتفع عدد الزوار إلى 83% مقارنة بأعداد ما قبل الوباء.



أساس قوي

استقبلت دبي وحدها 14,36 مليون زائر دولي في عام 2022، وهو ما يمثل زيادة قدرها 97% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021، والذي استقبلت المدينة خلاله 7,28 مليون مسافر. كما أظهرت البيانات الأخيرة التي نشرتها دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي أن المدينة شهدت أعلى معدلات إشغال للفنادق في العالم بنسبة 73% خلال العام. ويُعزى ذلك إلى مجموعة المبادرات التي أُعلنت على مدار العام وعززت النمو السياحي في المنطقة.

تضمنت هذه المبادرات، إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأشيرة سياحية لمدة 60 يوماً للمسافرين من رجال الأعمال والسياح، بالإضافة إلى تأشيرة دخول متعددة لمدة خمس سنوات لموظفي الشركات متعددة الجنسيات، والتي بُنيت على نظام الإقامة الذهبية لمدة 10 سنوات في المدينة، وتأشيرة العمل الافتراضي وبرامج التقاعد.

كما أطلقت مجموعة من الحملات الترويجية العالمية الجديدة بمشاركة شخصيات إقليمية ودولية مرموقة، ما ساهم في اجتذاب أعداد متزايدة من الزوار إلى البلاد ليستمتعوا بمجموعة من الفعاليات والمعالم الجديدة، بما في ذلك إكسبو 2020 دبي ومتحف المستقبل الذي اُفتتح حديثاً، هذا فضلاً عن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي أقيمت في دولة قطر المجاورة والتي ساهمت في تدفق عدد كبير من الزوار إلى دبي.

لكن كما هو الحال دائماً في دبي، فإن الإمارة تحرص على عدم الاكتفاء بما حققته من أمجاد وإنجازات، وهي الميزة التي تجعلها ترتقي بقوة لأعلى وتحطم أرقامها القياسية باستمرار. ومع استمرارنا في التقدم بثقة خلال هذا العِقد، وضعت الحكومة خططاً لإطلاق استراتيجية جديدة للسياحة.


في الأفق

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي في نوفمبر 2022 الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031. وأشاد خلال الإعلان بالجهود السياحية التي تقوم بها الدولة ودور قطاع السياحة في تنويع اقتصادنا. وكشف سموه عن مجموعة من الأهداف التي تضمنتها الاستراتيجية الجديدة بما في ذلك زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم بحلول عام 2031 وتعزيز مكانة الإمارات كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم واستقطاب 100 مليار درهم إماراتي كاستثمارات سياحية إضافية واستقبال 40 مليون نزيل فندقي.

وبهدف تقديم المزيد من الدعم لتنمية وتطوير قطاع السياحة في البلاد، تشمل الاستراتيجية تنفيذ 25 مبادرة وسياسة تقوم على أربعة توجهات رئيسية، هي تعزيز الهوية السياحية الوطنية، وتطوير وتنويع المنتجات السياحية المتخصصة، وبناء القدرات السياحية وتشجيع دخول الكوادر الوطنية في قطاع السياحة وزيادة الاستثمارات في مختلف القطاعات السياحية.

ما من شك بأن هذه التوجهات ستؤثر على جميع قطاعات الصناعة، بما في ذلك الطيران والضيافة والخدمات الأخرى، مما يوفر بيئة سياحية متميزة للزوار من جميع الفئات. ولكن بالنسبة لنا جميعاً هذا تذكير رائع آخر بالدور الأساسي الذي نقوم به من وراء الكواليس لإنجاح هذه الخطة، كما أنه يشجعنا على الخروج من نطاق المعتاد والمألوف لنا - تماماً كما فعلت هذه المدينة الرائدة في كل منعطف - وخلق تجارب ذات مغزى حقيقي سيرغب الأخرون في العودة إليها باستمرار. كما أنها فرصة أخرى لإظهار كفاءتنا للعالم، وإنه عندما نتكاتف ونعمل معاً فإننا نقدم أفضل الإنجازات في قطاع السفر والضيافة.

ولكن لن نحقق رؤيتنا هذه دون دعمكم أعزاءنا المسافرين، لأن جميع الجهود الرامية لتطوير صناعتنا، ستصب في نهاية المطاف لضمان سعادة ضيوفنا، ليحتفظوا بذكريات تدوم معهم مدى الحياة.


أياً كان الدور الذي نقدمه سواء بالترحيب بضيوفنا في الفنادق أو تقديم أفضل الأطباق أو المساعدة في تنظيم رحلتك أو تقديم أفكار ملهمة لرحلتك القادمة، فإننا نعدك بتجربة سفر لا تُنسى، من خلال التزامنا بالوعد الذي قطعناه على أنفسنا، ألا وهو )معنا للوقت معنى) والذي يعبر بصدق عن العلاقة التي تربطنا بضيوفنا.

bottom of page