top of page

في ذكرى السيدة فيفيان ويستوود

نستذكر أبرز المحطات في حياة وتاريخ ملكة موضة البانك وواحدة من أكثر مصممات الأزياء تقديراً في العالم، السيدة فيفيان ويستوود

في حال طلب من عالم الموضة أن يصف فيفيان ويستوود ببساطة، فما من شك بأنها ستعرف بكونها المصممة التي لطالما خرجت عن المألوف. ومع ذلك، فإن هذه الإشارة لا تكاد تنصف أيقونة الموضة التي استمر إرثها لأكثر من نصف قرن، ولم يترنح عرشها مرة واحدة، بل انتقل من قوة إلى قوة. تربعت فيفيان على عرش الموضة منذ ظهورها على الساحة في سبعينيات القرن الماضي وحتى وفاتها في ديسمبر 2022، حيث ناصرت موضة البانك، وتألقت العارضات اللواتي ارتدين تصاميمها على مدرجات العرض في نيويورك وميلانو وباريس ولندن، كما كرمت من قبل ملكة إنجلترا وحصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية لتحمل لقب "سيدة".

وعلى الرغم من تصاميمها الملفتة وإبداعاتها المميزة، إلا أنه من المعروف بأن نشأة فيفيان كانت متواضعة إلى حد ما، حيث وُلدت فيفيان إيزابيل سواير في مدينة إنجليزية في 8 أبريل 1941، وغرس والداها فيها مفاهيم وأخلاقيات العمل والمثابرة في سن مبكرة. ينحدر والدها من عائلة عملت طوال حياتها في صناعة الأحذية، بينما اعتادت والدتها، وهي حياكة قطن، أن تخيط ملابسها بنفسها. كبرت فيفيان، واكتشفت حبها للأزياء لأول مرة عندما سمحت لها والدتها باختيار ملابسها الخاصة - كان التنورة الضيقة والكعب العالي أحد خياراتها الأولى.


انتقلت عائلة سواير إلى لندن لإدارة مكتب بريد في هارو عندما كانت فيفيان تبلغ من العمر 17 عاماً، حيث التحقت بمدرسة هارو للفنون لفترة وجيزة، ولكنها سرعان ما تركت الدراسة لأن الخياطة لم تكن جزءاً من المنهج الدراسي. وبدلاً من ذلك، عملت كمعلمة في مدرسة ابتدائية قبل ارتباطها بديريك ويستوود. انفصل الزوجان بعد فترة وجيزة من هذا الزواج، وذهبت فيفيان لاحقاً لمقابلة مالكولم ماكلارين، الذي ترك كذلك مدرسة الفنون، وافتتحت معه أول متجر لها باسم "Let it Rock"، حيث قاما معاً ببيع مجموعتهما التي حملت اسم "ملابس للأبطال"، وشملت فساتين جلدية وقمصان بسحاب بارزة ومعاطف وبنطلونات مريحة.

انطلاقاً من ثقافة راكبي الدراجات النارية في سبعينيات القرن الماضي وثقافة موسيقي البانك، تطورت إبداعاتهما لتضم تصاميم لقمصان ممزقة مربوطة موصولة بدبابيس أمان، وقطع مصبوغة بشكل يدوي. وتبع ذلك سلسلة من تجارب البيع بالتجزئة التي لفتت انتباه بريطانيا. وفي فجر الثمانينيات تحول تركيز الثنائي من تجارة البيع بالتجزئة إلى مجموعات الأزياء الراقية. وهكذا، في عام 1981، قدمت فيفيان عرضها الأول، حيث أطلقت مجموعة "القرصان" على مسرح أولمبيا بلندن، لتؤكد من ذلك الحين مكانتها كمصممة أزياء مرموقة.

وسرعان ما قام مالكولم وفيفيان بحل شراكتهما، ولكن استمر كل منهما في إنشاء هويته الخاصة في صناعة الأزياء. وفي العقد الذي تلا ذلك، واصلت فيفيان تقديم مجموعاتها في باريس، وجذبت المستثمرين الذين أعجبوا برؤيتها في تجسيد مفهوم البطلة في ملابس النساء. لم يمض وقت طويل حتى أصبحت فيفيان ويستوود علامة تجارية عالمية، وحظيت باهتمام بالغ من دول مختلفة مثل الصين واليابان وخارجها. وبمرور الوقت، توسعت أعمالها لتصبح شركة عالمية، يقع مقرها الرئيسي في جنوب لندن، مع انتشار المتاجر التي تحمل اسمها في جميع أنحاء العالم.


بالنسبة لفيفيان، كان التاريخ والثقافة والسياسة البريطانية بمثابة مصدر دائم للإلهام، مما أدى إلى إحساسها غير التقليدي بالأزياء. تضمنت بعض إبداعاتها رسائل سياسية تسلط الضوء على قضايا مثل أزمة المناخ والنضال من أجل حقوق الإنسان. وفي الواقع، كانت واحدة من أوائل المصممين الذين بدأوا الحديث عن الاستدامة في الموضة، وذلك في وقت مبكر من فترة الثمانينيات.

على الرغم من أنها كانت تنتمي بل وتحكم صناعة الموضة التي كانت جزءاً لا يتجزأ من هويتها، إلا أنها غالباً ما دحضت علناً النزعة الاستهلاكية والإسراف في عالم الموضة. وهذا ما يفسر سبب اختيارها ملابس بسيطة نسبياً تتماشى مع شعرها المميز باللون البرتقالي وبشرتها المرمرية. ولكن ربما كان هذا النهج المبسط في حياتها هو الذي مكنها من التركيز على إبداعاتها، مما سمح لعملها أن يكون العنصر الظاهر.

bottom of page