top of page

نستعد للتحليق عالياً

تتضافر جهود دول مجلس التعاون الخليجي لتحويل المنطقة إلى مركز سياحي رئيسي يجذب الزوار الراغبين في خوض تجارب شاملة ومميزة بما يتوافق مع التطورات التي يشهدها قطاع السياحة العالمي


- ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة روتانا

أثبتت السياحة خلال العقود القليلة الماضية دورها الفاعل في تنويع مصادر دخل اقتصاد الشرق الأوسط المعتمد على النفط. وتزايدت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة بشكل مضطرد، حيث سجلت دول مجلس التعاون الخليجي في المتوسط ​​6.6% في استطلاع ستاتيستا لعام 2021، والذي كان لايزال عاماً لتعافي القطاع عالمياً.

ومع استمرار تطور المشهد السياحي العالمي، تبقى الثقة عالية بأهمية هذا القطاع وتأثيره. ومؤخراً أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها برفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 122 مليار دولار بحلول عام 2031. كما تنطلق المملكة العربية السعودية بقوة في هذا المضمار، مع توقع استقبال 25 مليون سائح أجنبي هذا العام، والسعي لزيادة العدد ليصل إلى 100 مليون بحلول عام 2030. من جهتها، تبذل دولة قطر قصارى جهودها لتأكيد مكانتها كوجهة للسياحة الرياضية، بينما تستثمر سلطنة عُمان بكثافة في البنية التحتية للسياحة مع الترويج لأصولها الثقافية.

وتشهد أعداد زوار المنطقة ارتفاعاً هائلاً مع استمرار هذه الوجهات بتعزيز عروضها السياحية، بينما تتعاون دول مجلس التعاون الخليجي على نطاق واسع لإرساء قواعد أساسية لتحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي وسياحي عالمي.


فرصة ذهبية

وُضعت استراتيجية السياحة الخليجية خلال اجتماع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي في نوفمبر 2022 الذي أقيم في مدينة العُلا بالمملكة العربية السعودية، مما يوفر لقطاع السياحة في المنطقة خارطة طريق التطوير بشكل تعاوني. ولتعزيز هذه الاستراتيجية سلط اجتماع المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي الذي عُقد في الشهر التالي الضوء على الأهداف الرئيسية للاستراتيجية الجديدة، بما في ذلك تعزيز ممارسات السياحة المستدامة وتنويع العروض الحالية وتحسين جودة الخدمات المُقدمَة. وتأمل دول مجلس التعاون الخليجي الاستفادة من نقاط قوتها الجماعية من خلال التعاون سوياً وتقديم عروض قيمة وجاذبة مع تبادل أفضل الأساليب ومشاركة الموارد وتطوير المبادرات المشتركة.


وجاءت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي أقيمت في دولة قطر بمثابة اختبار تجريبي فعال للتعاون المتبادل في منطقة الخليج، حيث استقبلت قطر 1.18 مليون زائر من جميع أنحاء العالم خلال فترة البطولة في نوفمبر وديسمبر، وسجلت كلاً من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين كذلك زيادة في نسبة الزوار. ونظراً لأن تلك البطولة أظهرت بجلاء أن مفهوم السفر الموحد سيخدم دول مجلس التعاون الخليجي، فقد أثيرت مناقشات حول سياسات السفر الدائم على مستوى المنطقة، ومن بينها نظام مشابه لتأشيرة شنجن الخاصة بالاتحاد الأوروبي على رأس جدول الأعمال.

ويؤكد الرؤساء التنفيذيون في قطاع السياحة أنهم يريدون أن ينظر المسافر إلى المنطقة ككل وليس مجرد دولة واحدة. لذا، فإن الاتجاه لتبسيط الإجراء الرسمية للتأشيرات، يعني أن الزائر سيحصل على تأشيرة واحدة لدخول جميع دول مجلس التعاون الخليجي بدلاً من إجراءات الحصول على تأشيرات متعددة، مما سيؤثر على زيادة الرحلات الطويلة، وسيجتذب الزوار من شرق أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأوقيانوسيا، ويؤدي لتمديد فترات الإقامة، وبالتالي المزيد من الإنفاق السياحي. ومن وجهة النظر الاقتصادية فإن هذا سيجلب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للمنطقة في مجالي الضيافة والترفيه، مما سيجعله قراراً مربحاً لجميع الأطراف.


أرض الوفرة

أحد العوامل الرئيسية لنمو السياحة في المنطقة هو المزيج الفريد للخليج الذي يجمع بين الحداثة والتقاليد الراسخة، ليجد كل مسافر ما يجذبه إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث التراث الثقافي الثري والأماكن الترفيهية على أحدث طراز ومراكز فنية ملهمة ومراكز تسوق عالمية ومناطق طبيعة متميزة وسياحة دينية وروحانية.

فعشاق المغامرة والهواء الطلق سيعشقون الصحراء العربية بكثبانها الرملية وطرقها الوعرة واستكشاف النباتات وحيوانات المنطقة في بيئتها الطبيعية. كما سيستمتع الباحثون عن الاسترخاء تحت أشعة الشمس بالساحل والذي يضم بعض أجمل الشواطئ في العالم.

وتتميز منطقة الخليج كذلك بالرفاهية والفخامة، حيث توفر خدمات ضيافة من فئة الخمس نجوم في جميع أنحاء المنطقة مع تجربة تسوق لأبرز العلامات التجارية العالمية في مراكز التسوق المبهرة.

وما من شك أن تبقى ضيافتنا الشهيرة عالمياً أكبر عامل جذب للزوار، فالترحيب بالزوار والضيافة السخية ليست بشيء جديد على المنطقة وأهلها، فمنذ قرون والقوافل التي تعبر الطرق التجارية تجد راحتها في منطقتنا. وتبقى تقاليدنا متجذرة بعمق في أسلوب حياتنا حتى اليوم، سواء بتقديم فنجان قهوة عربي تقليدي أو طبق من التمر. كما أن التفاعل مع السكان المحليين سيكشف الكثير عن هذه العادات الراسخة عبر العصور بالإضافة لقصص الأجيال السابقة.


كل تلك العوامل مجتمعة تتضافر لتقديم تجربة سفر استثنائية لا تنسى لزوار بلادنا.

bottom of page